الخميس 19 ديسمبر 2024
الشورى
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى
الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة

مصر والسعودية على  "طريق واحد "

الكاتب والإعلامى
الكاتب والإعلامى محمد فودة - صورة أرشيفية

- التعاون بين البلدين الكبيرين ضمانة لكل تقدم واستقرار في  المنطقة 

- مصر تضع إمكانياتها الكبيرة لدعم خطط المملكة للتحديث والتطوير 

- اللقاءات الثنائية بين المسئولين المصريين والسعوديين تأكيد لإستراتيجية الشراكة الكاملة 

لدي  قناعة كاملة بأن مصر والسعودية قادرتان طوال الوقت على صنع المعجزات، وهو ما أدركه القادة في البلدين، فالتحركات الأخيرة والاجتماعات وأوجه التعاون المشتركة في  كل المجالات تؤكد ذلك. 

وقد بدا هذا واضحا في  الاجتماعات التي  جرت خلال الأيام الماضية، فقد التقى  الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء،  بمقر الحكومة بالعاصمة الإدارية الجديدة، معالي السيد بندر بن إبراهيم الخريف، وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، لبحث سُبل تعزيز التعاون والتكامل المشترك في قطاعي الصناعة والثروة المعدنية. 

وفي مستهل اللقاء، رحّب رئيس الوزراء بوزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي في بلده الثاني مصر، مُعربًا عن تقديره واعتزازه بعمق العلاقات المصرية-السعودية، ومُشيرًا إلى  أن البلدين تجمعهما روابط شديدة الخصوصية.

وتقدّم الدكتور مصطفى  مدبولي بالتهنئة للسيد/ بندر بن إبراهيم الخريف، على  إعلان الاتحاد الدولي لكرة القدم إسناد تنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم عام ۲٠٣٤ للمملكة العربية السعودية.

وفي غضون ذلك، أكد رئيس الوزراء استعداد الحكومة المصرية لتقديم مختلف أوجه التعاون اللازمة لإنجاح تنظيم كأس العالم على  أرض المملكة، قائلًا: جميع الشركات المصرية ستكون على  أتم الاستعداد للمشاركة في الأعمال التي ستنفذها المملكة في إطار الاستعدادات الخاصة بالمونديال.

وخلال اللقاء، أشاد الدكتور مصطفى  مدبولي بنتائج زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي عهد المملكة العربية السعودية ورئيس مجلس الوزراء، إلى  مصر يوم ١٥ أكتوبر ۲۰۲٤، والتي شهدت التوقيع على  محضر تشكيل مجلس التنسيق الأعلى  المصري- السعودي، والذي سيعتبر مظلة لتعميق العلاقات بين البلدين على  جميع المستويات، مُشيرًا كذلك إلى  أن زيارة ولي العهد السعودي إلى  مصر شهدت التوقيع على  اتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات المتبادلة، قائلًا: نتطلع إلى  أن يتم ترجمة هذه الاتفاقية إلى  ضخ المزيد من الاستثمارات السعودية في مصر، حيث إنها تفتح الباب أمام الكثير من المشروعات المشتركة في مجالي الصناعة والثروة المعدنية.

وأعرب الدكتور مصطفى  مدبولي عن تطلعه إلى  تنفيذ المزيد من الشراكات المصرية-السعودية في قطاع الصناعة، بما يُسهم في تحقيق التكامل بين البلدين في هذا القطاع المهم، مُشيرًا إلى  أن مصر لديها العديد من الفرص الاستثمارية الواعدة في قطاع الصناعة، حيث يُمكن أن تستفيد الشركات السعودية من هذه الفرص الاستثمارية، لاسيما أن مصر مرتبطة باتفاقيات تجارة حرة مع عدد من الدول والتكتلات الإقليمية، ما يُتيح أمام الشركات السعودية فتح أسواق جديدة، وتحقيق استفادة من المزايا التي تمنحها هذه الاتفاقيات.

وأشاد رئيس الوزراء بالتعاون القائم بين مصر والسعودية في قطاعي البترول والتعدين، مُوضحًا أن مصر بدأت مُؤخرًا اتخاذ إجراءات مُهمة لتطوير وتنمية هذين القطاعين، ومشيرًا كذلك إلى  اهتمام الحكومة المصرية بالتعاون مع الجانب السعودي في هذا الملف المُهم لتبادل الخبرات والتجارب، وكذا الاهتمام بتعزيز التعاون في مجالات التنقيب عن المعادن، لاسيما التنقيب عن الذهب، لافتًا إلى  أن لدينا شركات سعودية تعمل في هذا المجال بالفعل.

وقال الدكتور مصطفى  مدبولي إن وزارة البترول والثروة المعدنية تعمل على  تنفيذ ۱۱ مشروعًا جديداً في إطار

 البرنامج الوطني لتطوير صناعة البتروكيماويات في مصر، داعيًا الجانب السعودي إلى  الاستثمار في مجالات النفط والغاز والصناعات البتروكيماوية، لاسيما في ضوء الخبرة التي تتمتع بها المملكة في هذه المجالات.

وأكد رئيس الوزراء حرص الحكومة على  استمرار التنسيق والتعاون المشترك لحل معوقات المستثمرين بالبلدين، مشيرًا إلى  الأهمية الخاصة التي توليها الحكومة المصرية لتذليل أي مشاكل تواجه المستثمرين السعوديين في مصر.

كما أكد أهمية البناء على  نتائج المُباحثات التي أجراها مع وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي خلال زيارته الأخيرة إلى الرياض في شهر سبتمبر الماضي، خاصة ما تم تناوله خلال اللقاء بشأن تحقيق التكامل بين مصر والمملكة في المجالات الصناعية المختلفة.

وشدد الدكتور مصطفى  مدبولي على أن مصر تُولي أهمية قُصوى  لقطاع الصناعة والثروة المعدنية خلال المرحلة الحالية، حيث تعمل الحكومة المصرية على  تحفيز قطاع الصناعة ليقود قاطرة التنمية خلال الفترة المقبلة.

بدوره، أعرب معالي السيد/ بندر بن إبراهيم الخريف، وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، عن سعادته بهذه الزيارة المُهمة إلى  مصر، مؤكدًا حرص قيادة المملكة العربية السعودية الدائم على  دفع وتعزيز العلاقات المشتركة بين القاهرة والرياض على  مختلف الأصعدة.

وأشاد "الخريف" بالتوافق المصري- السعودي على  تشكيل مجلس التنسيق الأعلى  المصري - السعودي، وكذا بالتوقيع على  اتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات المتبادلة، مُعربًا عن تطلعه إلى  أن يُسهم هذا في نمو حجم الاستثمارات المشتركة في البلدين، وكذا زيادة معدلات التبادل التجاري.

وقال: التوقيع على  اتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات المتبادلة بين مصر والسعودية يُعد بمثابة رسالة مُهمة للقطاع الخاص في البلدين للعمل من أجل ضخ المزيد من الاستثمارات، مؤكدًا في هذا السياق أن القطاع الخاص السعودي لديه رغبة كبيرة للاستثمار في مصر.

وتقدّم وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بالشكر لرئيس الوزراء على  التهنئة التي تقدّم بها للجانب السعودي لفوزه بتنظيم مونديال كأس العالم 2034، مُعربًا عن تطلعه للاستفادة من الجهود المصرية في هذا الصدد.

وأكد السيد/ بندر بن إبراهيم الخريف استمرار جهود التعاون بين البلدين، حيث تم تحديد عدد من مسارات العمل بين الجانبين أهمها تحقيق التكامل الصناعي.

وأوضح أنه تم تحديد عددٍ من القطاعات الصناعية التي سيشملها التعاون بين البلدين، والتي تتمثل في البتروكيماويات والأدوية والسيارات.

وتقدّم "الخريف" بالشكر لرئيس الوزراء ولأعضاء الحكومة المصرية لدعمهم في حل معظم المشكلات التي تواجه الاستثمارات السعودية في السوق المصرية، حيث تم حل 80 مشكلة من أصل 90 مشكلة للمستثمرين السعوديين في مصر، ومتبقٍ 10 مشكلات جارٍ العامل على  حلها.

كما ثمّن الوزير السعودي الدعم المصري لمؤتمر التعدين الدولي الذي تنظمه المملكة العربية السعودية؛ الذي يضم أبرز الدول والشركات العالمية العاملة في قطاع التعدين.

كما التقى السيد شريف فتحي وزير السياحة والآثار، بمقر هيئة المتحف المصري الكبير، صاحب السمو الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان آل سعود وزير الثقافة بالمملكة العربية السعودية.

وخلال اللقاء، أكد السيد شريف فتحي على  عمق العلاقات التاريخية والراهنة التي تربط بين البلدين على  المستويين الرسمي والشعبي وتمتد جذورها إلى  الروابط التاريخية والثقافية العميقة.

وأعرب الوزير عن استعداد الوزارة الكامل لتعزيز مزيد من أوجه التعاون الممكنة في مجال الآثار استكمالاً لمحاور التعاون القائمة بالفعل والتي تسير في مسارها الصحيح.

وتم خلال هذا اللقاء بحث سبل تعزيز أوجه التعاون المشترك بين جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية في مجال الآثار وآليات تبادل الخبرات في هذا المجال والاستفادة من الخبرة المصرية في الحفائر الأثرية بالمملكة.

وتم مناقشة إمكانية إقامة معارض مؤقتة للآثار المصرية بالمملكة العربية السعودية في إطار المتحف الجديد الذي ستتم إقامته بالمملكة ليعرض قطعا أثرية متنوعة من كافة حضارات العالم.

كما تم التطرق لإمكانية مشاركة جمهورية مصر العربية ممثلة في وزارة السياحة والآثار بقطع أثرية في بينالي الفنون الإسلامية الذي سيُقام في مدينة جدة بالمملكة.

وعقب اللقاء، حرص السيد شريف فتحي على  اصطحاب وزير الثقافة السعودي والوفد المرافق له، في جولة بالمناطق المفتوحة للزيارة بالمتحف في ضوء التشغيل التجريبي له.

وخلال الجولة، تم تقديم شرح مفصل تعرفوا خلاله على المتحف وعلى تاريخ نشأته، وزاروا عددا من الأماكن التي تشهد حالياً تشغيلاً تجريبياً والتي تضم البهو الرئيسي حيث تمثال الملك رمسيس الثاني، والدرج العظيم حتى  الوصول إلى قاعات العرض الرئيسية التي تضم 12 قاعة تعرض قطعا أثرية متميزة تحكي تاريخ الحضارة المصرية القديمة منذ عصور ما قبل الأسرات حتى العصرين اليوناني والروماني والمُقسمة حسب العصور والموضوعات التي تتناولها من التاريخ المصري القديم، بجانب متحف الطفل والأنشطة التفاعلية التي يقدمها للأطفال، والمنطقة التجارية، ومكتبة المتحف والتي تضم مجموعة من الكتب النادرة عن الحضارة المصرية القديمة والتي تكون متاحة لكافة الدارسين من جميع أنحاء العالم.

وتم التطرق للحديث عن تصميم المتحف الفريد حيث يعتمد التصميم على  ربط المحاور الأساسية له بالمحاور الثلاثة الأساسية لأهرامات الجيزة مما يعكس حضارة مصر القديمة والحديثة وخاصة في ظل ما يتم لربط زيارة المتحف بزيارة منطقة أهرامات الجيزة مع الانتهاء من تطوير المنطقة المحيطة به.

وخلال الجولة، أشار السيد شريف فتحي إلى  أن الوزارة تعمل حالياً على  أن تكون هناك رؤية وفكرة مختلفة يقوم عليها سيناريو العرض المتحفي في كل متحف من متاحف الآثار، لافتاً إلى أن المتحف المصري الكبير ينفرد بعرض المجموعة الكاملة لكنوز الفرعون الذهبي توت عنخ آمون، وسينفرد المتحف المصري بالتحرير بإبراز الفن عند المصري القديم، وينفرد المتحف القومي للحضارة المصرية بعرض المومياوات الملكية.

من جانبه، أعرب وزير الثقافة بالمملكة العربية السعودية عن إعجابه الشديد بالمتحف وبتصميمه المتميز وسيناريو العرض الموجود بالقاعات الرئيسية وما تحتويه من قطع أثرية تحكي تاريخ وعبق الحضارة المصرية العريقة.

كما استقبل الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة المصري، في مكتبه بالزمالك، صاحب السمو الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان آل سعود، وزير الثقافة بالمملكة العربية السعودية، الذي ترأس وفدًا رفيع المستوى .

وخلال اللقاء، تم مناقشة عدة مقترحات، تعكس طموحات البلدين لتطوير التعاون الثقافي، من بينها: 

"إنشاء بيت ثقافي بالقاهرة يكون بمثابة منصة تجمع المثقفين والفنانين لتنظيم فعاليات مشتركة، تبادل الخبرات التدريبية لتأهيل أجيال جديدة من الموسيقيين والفنانين، دعم المشاريع الفنية المستدامة،  تنمية البنية التحتية الثقافية من خلال مبادرات مبتكرة تشمل المكتبات الرقمية والمشاريع الفنية المتنقلة".

حيث أكد الدكتور أحمد فؤاد هنو،  أهمية تعزيز التكامل الثقافي بين البلدين، مشددًا على  أن "الثقافة تُمثل جسرًا للتواصل بين الشعوب، وأن التعاون المصري- السعودي في هذا المجال يُعد نموذجًا يُحتذى  به لتحقيق الأهداف المشتركة"، كما أشار إلى  حرص وزارة الثقافة على  تعزيز أوجه التعاون مع المملكة، في إطار رؤية مشتركة للنهوض بالعمل الثقافي.

من جانبه، أعرب سمو الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان آل سعود، عن سعادته، بتوطيد العلاقات الثقافية بين البلدين، مشيرًا إلى  أن "هذا التعاون يعكس عمق الروابط التاريخية بين المملكة ومصر، ويؤكد حرص البلدين على  دعم العمل الثقافي الإقليمي والدولي".

واختُتم اللقاء، بالاتفاق، على  وضع آليات واضحة لتنفيذ المشاريع الثقافية المشتركة، والتأكيد بأن هذه الشراكة تُعد انعكاسًا للرؤية الطموحة للبلدين لتحقيق مستقبل مشرق في المجال الثقافي.

الصفحة الثانية عشرمن العدد رقم392 الصادربتاريخ19ديسمبر2024
تم نسخ الرابط