الجمعة 27 ديسمبر 2024
الشورى
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى
الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة

دبلوماسية الثوابت الوطنية في القضية السورية

الكاتب والإعلامى
الكاتب والإعلامى محمد فودة - صورة أرشيفية

- كيف صاغت مصر موقفها من الأحداث في سوريا؟.. وكيف تتحرك على الأرض؟ 

- اتصالات وزير الخارجية مع كافة الأطراف تعكس رؤية مصر ومتابعتها الملف عن قرب 

- الدبلوماسية المصرية تخوض معارك في المناطق الساخنة بكفاءة وقدرة على المواجهة 

أتابع عن قرب ما يقوم به السفير بدر عبد العاطي وزير الخارجية منذ تم تكليفه بهذه المهمة في فترة مهمة ولها أولوياتها وحساباتها الإقليمية والدولية المعقدة، وأرى أنه أثبت جدارة كبيرة واستحقاقا للقيام بمهام الدبلوماسية المصرية. 

ويكفي أن نقرأ معا ما بين سطور تحركاته الأخيرة والتي تتماشى مع قضايا مهمة، فبعد ما حدث في سوريا كان لوزير الخارجية نشاط كبير، آخره عندما تلقى اتصالًا هاتفيًا من السيد أيمن الصفدي، نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشئون المغتربين بالمملكة الأردنية الهاشمية.

وفيه ناقش الوزيران أبرز المستجدات على الساحة السورية، حيث استمع السيد وزير الخارجية من نظيره الأردني إلى نتائج الزيارة التي أجراها إلى سوريا. وجدد الوزيران التأكيد على أهمية دعم الدولة السورية واحترام سيادتها ووحدة وسلامة أراضيها، وتعزيز التنسيق بين الأطراف الفاعلة الإقليمية والدولية بهدف دعم سوريا، وجهود الشعب السوري فى إعادة بناء وطنه ومؤسساته عبر عملية سياسية شاملة بملكية وقيادة سورية تشارك فيها كل مكونات الشعب السوري وتضمن حقوقهم.

وفى نفس اليوم جرى اتصال هاتفي بين د. بدر عبد العاطي  وسمو الأمير فيصل بن فرحان وزير خارجية المملكة العربية السعودية الشقيقة بحث فيه  الوزيران مستجدات الأوضاع على الساحة السورية اتصالًا بالتطورات السياسية والميدانية الأخيرة، حيث أكد الوزير عبد العاطي أهمية دعم الدولة السورية خلال هذه المرحلة الفاصلة في تاريخ سوريا الشقيقة، وضرورة احترام سيادتها ووحدة وسلامة أراضيها، وتمكين مؤسساتها الوطنية من الاضطلاع بدورها، وتبني عملية سياسية شاملة بملكية وقيادة سورية يشارك فيها جميع مكونات الشعب السوري لاستعادة الاستقرار في كافة أراضي سوريا.

كما تناول الوزيران آخر التطورات في قطاع غزة، حيث استعرض الوزير عبد العاطي جهود مصر المكثفة مع الأطراف المعنية للتوصل لوقف فوري ومستدام لإطلاق النار، ونفاذ المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى القطاع.

قبل هذا الاتصال بيوم واحد جرى اتصال هاتفي مهم  بين د. بدر عبد العاطي ونظيره الروسي السيد سيرجي لافروف.

وصرح السفير تميم خلاف، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، بأن الوزيرين ناقشا مختلف أوجه التعاون الثنائي السياسية والاقتصادية والاستثمارية التي تربط البلدين، وتحديدًا المشروعات التنموية المشتركة التي يتم تنفيذها، حيث قام الوزيران بمتابعة آخر مستجدات المنطقة الصناعية الروسية بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، ومحطة الطاقة النووية بالضبعة، وأكدا أهمية تكثيف التشاور السياسي على المستوى الوزاري، وذلك تنفيذًا لتوجيهات السيد رئيس الجمهورية والرئيس الروسي على هامش قمة البريكس التي عقدت بمدينة كازان.

ومن جهة أخرى، استعرض الوزيران أبرز المستجدات في المشهد السوري، حيث اتفقا على أهمية دعم الدولة السورية واحترام سيادتها ووحدة وسلامة أراضيها، وتعزيز التنسيق بين الأطراف الفاعلة من أجل دعم سوريا خلال المرحلة الانتقالية، بصورة تعلي مصالح عموم الشعب السوري بكافة أطيافه ومكوناته، وبما يسمح بتبني عملية سياسية شاملة بملكية سورية تفضي إلى إعادة الاستقرار إلى سوريا، بما يحفظ أمن ومستقبل ومقدرات الشعب السوري.

كما تباحث الجانبان حول آخر التطورات الجارية في غزة، حيث استعرض السيد وزير الخارجية الجهود المصرية المكثفة للتوصل إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار بما يسمح بنفاذ المساعدات الإنسانية للقطاع.

لم تتأخر الخارجية المصرية فى بحث المسألة السورية، ولم تكن هذه الاتصالات هى أولها، فعندما اندلعت الأحداث فى سوريا ، وفى إطار الاتصالات المكثفة التى أجراها وزير الخارجية والهجرة لتبادل الرؤى مع نظرائه بشأن التطورات في سوريا، أجرى السيد وزير الخارجية اتصالات هاتفية مع كلٍ من معالي الشيخ عبد الله بن زايد، نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية بدولة الإمارات العربية المتحدة، والسيد أيمن الصفدي، نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشئون المغتربين بالمملكة الأردنية الهاشمية، والدكتور فؤاد حسين، نائب رئيس الوزراء ووزير خارجية جمهورية العراق، والسيد أحمد عطاف، وزير الشئون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج في الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، حيث تبادل الوزير عبد العاطي التقييمات بشأن المستجدات في سوريا وموقف مصر منها.

وأكد الوزير عبد العاطي موقف مصر الداعم الدولة السورية واحترام سيادتها ووحدة وسلامة أراضيها، مشددًا على ضرورة تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لاستعادة الاستقرار على كامل الأراضي السورية، داعيًا إلى أهمية حشد الدعم الإقليمي والدولي لسوريا خلال المرحلة الانتقالية، وتدشين عملية سياسية شاملة تضم كافة أطياف ومكونات الشعب السوري وبملكية سورية، دون تدخلات خارجية لتمهيد الطريق لعودة الاستقرار إلى سوريا الشقيقة، ويفسح المجال أمام سوريا لاستعادة وضعها على الساحتين الإقليمية والدولية، ووضع حد نهائي لمعاناة الشعب السوري الشقيق؛ ولأن الدبلوماسية المصرية لا تتوقف عن العمل وتحديدا فى المناطق الساخنة والتى ترتبط ارتباطاً وثيقا بالأمن القومى المصري، فقد أجرى  د. بدر عبد العاطي، والسيد أحمد معلم فقي وزير الخارجية والتعاون الدولي لجمهورية الصومال الفيدرالية مباحثات ثنائية بالقاهرة لمتابعة مُجمل العلاقات الثنائية بين البلدين وأبرز القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

واتفق الجانبان على ترفيع العلاقات بين البلدين إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية، بحيثُ يتم عقد دورات مباحثات مُتعاقبة يتم تخصيصها لمحاور إستراتيجية مُحددة تشمل المحور السياسي، والاقتصادي والتجاري، والأمني والعسكري، والثقافي والتعليمي، وبناء القدرات. وأكد السيد د. بدر عبد العاطي دعم مصر الكامل لسيادة الصومال، ووحدته، واستقلاله وسلامة أراضيه في إطار مبادئ القانون الدولي، مُنوهًا بما تضمنه إعلان أنقرة الصادر في 11 ديسمبر 2024 من تأكيد لتلك المبادئ التي يتعين الالتزام بها بما يُعزز من استقرار الصومال ووحدته وأمنه.

وأكد الجانبان أهمية الإسراع في تشكيل البعثة الإفريقية الجديدة للدعم والاستقرار في الصومال AUSSOM، حيث ناشد الوزيران شركاء الاتحاد الإفريقي من أجل توفير التمويل اللازم والمستدام للبعثة الجديدة أخذاً في الاعتبار تأثير الاضطرابات في القرن الإفريقي والبحر الأحمر على حركة التجارة والملاحة الدوليتين ولمساندة جهود الجيش الوطني الصومالي في مكافحة الإرهاب وصيانة مقدرات الدولة.

كما أعاد السيد أحمد معلم فقي التأكيد على تطلع الصومال نحو تحقيق مشاركة مصرية نوعية وفعالة بالبعثة الجديدة بما يساعد على تحقيق أهدافها بالنظر إلى القدرات العسكرية المصرية المتطورة وخبراتها الممتدة في مكافحة الإرهاب، وكذلك خبراتها في دعم بناء مؤسسات الدولة، بالإضافة إلى التعاون العسكري الثنائي بين البلدين وفقًا لبروتوكول التعاون العسكري الموقع في أغسطس 2024.

واستعرض الجانبان تطورات علاقات التعاون الثنائي بين البلدين في شتى المجالات بما في ذلك التدريب الدبلوماسي، والعسكري، والصحي، ودعم قدرات الجانب الصومالي في المجالات التشريعية، كما أكدا أهمية تعزيز العلاقات التجارية بين البلدين والارتقاء بها والعمل على إنجاح منتدى الأعمال المصري- الصومالي المزمع استضافة القاهرة له قريباً.

وفى إشارة مهمة لدور مصر الدولى، وفي إطار المتابعة الدورية لملف حملة الترشيح المصري لمنصب مدير عام اليونسكو، استقبل عبد العاطي الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار الأسبق والمرشح المصري لمنصب مدير عام منظمة اليونسكو، للتعرف على آخر مستجدات الحملة، وذلك بحضور وزير مفوض وائل عبد الوهاب، مدير حملة الترشيح.

وصرح السفير تميم خلاف، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، بأن اللقاء تطرق إلى الخطة المستقبلية لحملة الترشيح، ولموقف الدعم الدولي الذي شهد إعلان كلٍ من فرنسا والبرازيل دعمهما رسميًا المرشح المصري، لتنضما بذلك إلى مجموعة كبيرة من الدول الأخرى التي سبق أن دعمت الترشيح المصري، الذي سبق اعتماده بالإجماع من قبل المجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي بدورته الرابعة والأربعين في فبراير الماضي، ومن القمة العربية في دورتها الثالثة والثلاثين التي عقدت في شهر مايو الماضي.

واستعرض د. العناني نتائج الجولات المكثفة التي نظمتها وزارة الخارجية مؤخرًا، والتي شملت عدة دول في قارات آسيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية وإفريقيا، حيث التقى خلالها د. العناني كبار المسئولين للاستماع إلى أولويات الدول المختلفة في مجالات عمل اليونسكو، وكذلك استعراض ملامح رؤيته الانتخابية والمزمع تقديمها إلى المنظمة بشكل رسمي خلال شهر مارس ٢٠٢٥، تمهيدًا للانتخابات التي تجرى في أكتوبر ٢٠٢٥.

وأضاف المتحدث الرسمي أن د. العناني وجّه الشكر لكافة أجهزة الدولة، ولاسيما وزارة الخارجية ووفد مصر الدائم لدى اليونسكو وكذلك كل السفارات المصرية على المجهود الكبير المبذول في إطار الترشيح. وحرص السيد وزير الخارجية في نهاية اللقاء على توجيه الشكر للقائمين على الحملة، ووجّه باستمرار التواصل المكثف مع الدول المختلفة لحشد التأييد الدولي، مؤكدًا أحقية مصر في الحصول على هذا المنصب الدولي الرفيع تقديرًا لمكانتها الإقليمية والدولية ودورها الريادي في مجالات عمل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة التي ساهمت في تأسيسها في أربعينيات القرن الماضي.

الصفحة الثانية عشرمن العدد رقم393 الصادربتاريخ26ديسمبر2024
تم نسخ الرابط