الجمعة 21 فبراير 2025
الشورى
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى
الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة

«عاصفة الحزم.. والحل الدبلوماسي »..ماذا فعل وزير الخارجية المصري  في  واشنطن؟

الكاتب والإعلامى
الكاتب والإعلامى محمد فودة - صورة أرشيفية

- وزير الخارجية يحمل في  "حقيبته الدبلوماسية" ثوابت الموقف المصري  في  القضية الفلسطينية 

- بدر عبد العاطي  يشرح للمسئولين في  الولايات المتحدة أهمية بقاء أهالي  غزة في أرضهم 

- تفاهمات كبرى  حول استمرار العلاقة الإستراتيجية بين مصر وأمريكا

في  ظل الأجواء المتوترة الآن بين مصر والولايات المتحدة توجه السفير بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة إلى  واشنطن في زيارة رسمية، ليلتقي  عددا من كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية الجديدة وأعضاء الكونجرس، في إطار تعزيز العلاقات الثنائية والشراكة الإستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة، والتشاور بشأن التطورات الإقليمية.

والسؤال هو: ماذا فعل الوزير هناك؟ ماذا قال؟ وماذا قالوا له؟ 

في مستهل زيارته التقى  بدر عبد العاطي، السيناتور الديمقراطي "كريس فان هولن" عضو لجنتي العلاقات الخارجية والاعتمادات بمجلس الشيوخ الأمريكي.

واللقاء تناول سبل دعم الشراكة الإستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة، حيث استعرض الوزير عبد العاطي  الجهود الحثيثة التي  تبذلها مصر لدعم الأمن والاستقرار في  الشرق الأوسط، منوها إلى  ما تشكله الشراكة المصرية - الأمريكية والتعاون المشترك من ركائز أساسية في  سبيل دعم هذه الجهود.

وشهد اللقاء حوارا مطولا وتبادلا للرؤى  بشأن مستجدات الأوضاع على  صعيد القضية الفلسطينية، حيث أبرز الوزير عبد العاطي  جهود مصر في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بمراحله الثلاث وضمان استدامته، ونفاذ المساعدات الإنسانية بوتيرة مكثفة ومتسارعة، فضلا عن ضرورة البدء في  عملية التعافي المبكر، وإزالة الركام، وإعادة الإعمار ضمن إطار زمني محدد، وبدون خروج الفلسطينيين من أرضهم التي يتمسكون بها، مشددا على  التوافق العربي  الكامل على  مسألة رفض تهجير الفلسطينيين.

وأكد الوزير عبد العاطي  أهمية إيجاد أفق سياسي  للقضية الفلسطينية، يسفر عن إقامة دولة فلسطينية مستقلة وتمتع الشعب الفلسطيني  بحق تقرير المصير.

وفي  إطار التواصل مع مراكز الفكر الأمريكية، التقى بدر عبد العاطي قيادات "معهد هادسون"، حيث كان في  استقباله "جون والترز" رئيس المعهد، ودار نقاش تفاعلي  مع كبار الباحثين والمتخصصين بشأن العلاقات الثنائية المصرية - الأمريكية والتطورات الإقليمية وتأثيراتها على  أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط.

شهد اللقاء نقاشًا تفاعليا مطولا حول التطورات في  الشرق الأوسط والقرن الإفريقي ، حيث تناول اللقاء المستجدات في غزة وسوريا وليبيا والسودان والصومال والسد الإثيوبي  وأمن الملاحة بالبحر الأحمر والإرهاب والتطرف.

وقد استعرض الوزير عبد العاطي  محددات موقفنا من كل هذه التطورات، خاصة القضية الفلسطينية وما تقوم به مصر من جهود حثيثة لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار ونفاذ المساعدات الإنسانية والتطلع لبدء عملية التعافي  المبكر وإعادة الإعمار بوجود الفلسطينيين على  أرضهم، كما تناول محددات الموقف المصري  من التطورات في  السودان الداعمة لمؤسسات الدولة السودانية، وضرورة وقف إطلاق النار، واحترام سيادة ووحدة وسلامة الأراضي السودانية.

وقد استمع الوزير عبد العاطي  إلى  رؤى  وتقديرات الخبراء والمتخصصين الأمريكيين بالمعهد في  القضايا الإقليمية المختلفة.

وعقد بدر عبد العاطي جلسة مباحثات مع "ماركو روبيو" وزير الخارجية الأمريكي  بمقر وزارة الخارجية الأمريكية في واشنطن.

تطرقت المباحثات إلى  أهمية مواصلة انعقاد جولات الحوار الإستراتيجي المصري-الأمريكي بصفة دورية على  مستوى  وزيري الخارجية، كما تناول الاجتماع سبل تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري  والاستثماري  بين البلدين، حيث تناول الوزيران الترتيبات الجارية لاستضافة القاهرة "منتدى  مستقبل مصر الاقتصادي" خلال العام الجاري بالتعاون مع الغرفة التجارية الأمريكية، والذي  يهدف إلى تحقيق نقلة نوعية في معدلات التبادل التجاري وزيادة الاستثمارات الأمريكية في  مصر.

ودار نقاش موسع بين الوزيرين بشأن التطورات الإقليمية المتلاحقة في  غزة وسوريا وليبيا والسودان والقرن الإفريقي  والبحر الأحمر.

وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، أكد الوزير عبد العاطي ثوابت الموقف المصري والعربي والإسلامي بشأن القضية الفلسطينية وأهمية تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة، معربا عن تطلع مصر للتنسيق مع الإدارة الأمريكية من أجل العمل على  تحقيق  السلام العادل المنشود في الشرق الأوسط وبما يستجيب للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وعلى رأسها حقه في إقامة دولته المستقلة على كافة ترابه الوطني.

واستعرض الوزير عبد العاطي  في  هذا الإطار جهود مصر في  تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بجميع مراحله الثلاث ونفاذ المساعدات الإنسانية، وشدد على  أهمية الإسراع في  بدء عملية التعافي  المبكر وإزالة الركام وإعادة الإعمار بوجود الفلسطينيين بغزة في  ظل تمسكهم بأرضهم ورفضهم الكامل التهجير بدعم كامل من العالمين العربي  والإسلامي والمجتمع الدولي .

كما شدد على  أهمية ايجاد أفق سياسي  يؤدي إلى تسوية نهائية للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، وفقًا لقرارات الشرعية الدولية، بما يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة على  خطوط الرابع من يونيو ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية، بما يحقق الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.

كما تناولت المباحثات مستجدات الأوضاع في السودان، حيث أكد الوزير عبد العاطي موقف مصر الداعم مؤسسات الدولة السودانية، وضرورة وقف إطلاق النار، واحترام سيادة ووحدة وسلامة الأراضي  السودانية.

كما تناولت المباحثات التطورات في  سوريا، حيث أكد الوزير عبد العاطي  دعم مصر الكامل للشعب السوري ، مشددا على  ضرورة احترام وحدة وسلامة الأراضي  السورية، وأهمية بدء عملية سياسية لا تقصي  أيا  من مكونات المجتمع السوري ، وأن تكون سوريا مصدر استقرار بالمنطقة. 

وتطرقت المباحثات بين الوزيرين إلى قضية الأمن المائي المصري، حيث شدد وزير الخارجية  على  موقف مصر الثابت بضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني وملزم لتشغيل السد ودون الافتئات على حقوق دولتي  المصب ويحقق المصالح المشتركة لجميع الأطراف.

كما شهدت المباحثات تبادل الرؤى  بشأن عدد من الموضوعات الأخرى  ذات الاهتمام المشترك ومنها التطورات في  لبنان وليبيا والقرن الإفريقي وأمن الملاحة في  البحر الأحمر، وتم الاتفاق على ضرورة مواصلة التشاور والتنسيق بين مصر والولايات المتحدة.

والتقى  د.بدر عبد العاطي مع "مايك والتز" مستشار الأمن القومي الأمريكي ، و"ستيف ويتكوف" المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط و "واريك تريجر" منسق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في  مجلس الأمن القومي .

اللقاء تناول الجوانب المختلفة للعلاقات الإستراتيجية الوثيقة بين مصر والولايات المتحدة، ودعم أطر التعاون بما يحقق المصالح المشتركة.

وأشاد الوزير عبد العاطي بالشراكة الإستراتيجية بين البلدين الممتدة عبر أربعة عقود، وما تتمتع به من تعاون بناء في المجالات المختلفة، مشيرا إلي تطلع مصر للعمل مع الإدارة الأمريكية الجديدة لدعم الشراكة الإستراتيجية بين البلدين.

وشهد مناقشة مستفيضة لمستجدات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط ولب النزاعات في المنطقة المتمثل في الصراع الفلسطيني / الإسرائيلي ولاسيما اتصالا بالأوضاع المتردية في قطاع غزة، حيث أكد الوزير عبد العاطي  التطلع لمواصلة التنسيق مع الإدارة الأمريكية من أجل العمل على  تحقيق السلام العادل المنشود في الشرق الأوسط، واستعرض في  هذا الإطار جهود مصر في متابعة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بجميع مراحله الثلاث ونفاذ المساعدات الإنسانية، وإعادة إعمار غزة مع بقاء الفلسطينيين على أرضهم.

كما شدد على  ضرورة إيجاد أفق سياسي  يؤدي إلى تسوية نهائية للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، وفقًا لقرارات الشرعية الدولية، بما يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة على  خطوط الرابع من يونيو ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية، ويحقق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.

والتقى  د. بدر عبد العاطي السيناتور "برايان شاتز"، زعيم الأقلية الديمقراطية باللجنة الفرعية لاعتمادات العمليات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي.

استعرض الوزير عبد العاطي الجهود التي  تبذلها  مصر لتحقيق الأمن والاستقرار بالمنطقة في  ظل تحديات جسيمة تواجهها نتيجة تعدد الصراعات في محيطها الإقليمي، حيث تناول آخر التطورات بشأن تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في  غزة، ونفاذ المساعدات الإنسانية  في  ظل تردي الأوضاع بالقطاع، والمساعي المصرية لاستعادة الهدوء والاستقرار بالمنطقة.

والتقى  بدر عبد العاطي أعضاء الكونجرس، حيث استعرض خصوصية العلاقات المصرية - الأمريكية التي  تجاوزت أربعة عقود  والتفاعل النشط بين مصر والكونجرس، مبرزا الدور الحيوي  الذي  تلعبه مصر في دعم الأمن والاستقرار بالشرق الأوسط.

وشهد اللقاء تبادلا للرؤى  بشأن تطورات الأوضاع في غزة، حيث استعرض الوزير محددات الموقف المصري  من القضية الفلسطينية، مبرزا الجهود التي  تبذلها مصر لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الرهائن والأسرى بمراحله الثلاث، ونفاذ المساعدات الإنسانية وأهمية الإسراع في  برامج التعافي المبكر بما يمهد لعملية إعادة الإعمار.

وشدد الوزير على ضرورة إيجاد أفق سياسي  للصراع الفلسطيني -الإسرائيلي يفضي  إلى  إقامة دولة فلسطينية استنادا لحل الدولتين. 

والتقى  د. بدر عبد العاطي، السيد "براين ماست" رئيس لجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب، في إطار سلسلة اللقاءات التي يجريها مع قيادات اللجان في  الكونجرس.

شهد اللقاء نقاشا مستفيضا مع رئيس لجنة الشئون الخارجية بشأن التطورات في منطقة الشرق الأوسط، حيث أكد الوزير عبد العاطي  أهمية التعاون المصري-الأمريكي لتحقيق السلام العادل بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وذلك وفقا لمقررات الشرعية الدولية وإقامة دولة فلسطينية مستقلة استنادا لحل الدولتين، وتناول أهمية تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وتبادل الرهائن والأسرى  بمراحله الثلاث، وضرورة البدء في عملية التعافي  المبكر وإعادة الإعمار.

هذه اللقاءات جميعها كانت تعبيرا عن اقتحام الدبلوماسية المصرية القلب الأمريكي  لشرح وجهة النظر المصرية في  القضية الفلسطينية محل الخلاف بين القاهرة وواشنطن، كانت الرسائل واضحة، وهو ما يجعلنا نتمنى  أن تؤدي  الزيارة نتائجها في  تغيير وجهة النظر الأمريكية فيما يخص مسألة التهجير التي  يصر عليها الرئيس الأمريكي .

الصفحة السابعة من العدد رقم 400 الصادربتاريخ 13فبراير 2025
تم نسخ الرابط