الجمعة 15 نوفمبر 2024
الشورى
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى
الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة

"المنتدى  الحضري " التجربة المصرية … في  القمة العالمية

الكاتب والإعلامى
الكاتب والإعلامى محمد فودة - صورة أرشيفية

- اختيار القاهرة لعقد المنتدى  الحضري العالمي  بها تأكيد على  جدارتها واستحقاقها 

- الرئيس يعرض التجربة المصرية.. وإشادات من المشاركين بما أنجزته مصر علي  الأرض

- المنتدى  يساهم في الترويج لمصر.. ويقدم للعالم ما تم على الأرض بصدق وواقعية 

خلال أربعة أيام من ٤ إلى  ٨ نوفمبر انطلقت من القاهرة فعاليات المنتدى  الحضري العالمي  في  دورته الثانية عشرة. 

المنتدى  مارس فعالياته تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي ، وتحت شعار «كل شيء يبدأ محليًا- لنعمل معًا من أجل مدن ومجتمعات مستدامة»، وأقيمت احتفالية لرفع علمَي  جمهورية مصر العربية والأمم المتحدة إيذانًا بافتتاح فعاليات اليوم الأول للمنتدى  الذي  تنظمه الحكومة المصرية بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية "الهابيتات"…

هناك كثيرون ربما لم يتابعوا هذا المنتدى ولم يلتفتوا له، رغم أهميته الكبيرة، فهو  يمثل فى دورته الحالية والتى تعقد بالقاهرة- المدينة التى تتميز بتراثها الغنى وتطورها العصرى- نقطة محورية فى مجال التنمية الحضرية المستدامة.

كما أن المنتدى هذا العام وهذة ميزة إضافية بالطبع يعود للقارة الإفريقية بعد غياب دام أكثر من 20 عامًا، حيث سيجمع ممثلى الحكومات الوطنية والإقليمية والمحلية والأكاديميين وقادة الأعمال ومخططى المدن والمجتمع المدنى، لمناقشة التحديات الحضرية الملحة التى يواجهها عالمنا اليوم، واستعراض المبادرات المحلية المهمة فى معالجة القضايا العالمية مثل أزمة الإسكان وتغير المناخ.

رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى الذى كان فى قلب مشهد المنتدى رحب بالحاضرين للمنتدى، مشيرًا إلى أن هذه الفعالية تعتبر ثانى أكبر حدث تنظمه الأمم المتحدة بعد مؤتمر قمة المناخ، والتى شرفت مصر بتنظيم نسخة منه وهى قمة شرم الشيخ.

وقال «مدبولى»، خلال مؤتمر صحفى على هامش افتتاح المنتدى، إن اختيار مصر وتحديدًا مدينة القاهرة لتستضيف الفعاليات كان تحديًا، فى ظل تفضيل «الهابيتات» أن يقام الحدث فى مدينة ثانوية، حيث إن إقامته فى العاصمة يواكبه الكثير من التحديات التى من الممكن أن تعوق الحركة داخل المدن.

وأشار إلى ان اختيار القاهرة كان تحديًا فى ظل وجود ٢٢ مليون نسمة بها، وتم اختيارها مع وجود انتظام فى حركة الدخول والخروج بها، وفى ظل حضور نحو 37 ألف مشارك، بما يمثل تحديًا لهذه المدينة لضمان الحركة من وإلى المنتدى.

وذكر أنه: نتيجة الجهود التى تم تنفيذها فى محافظة القاهرة تحديدًا ومصر بصفة عامة من مشروعات النقل الحضرى والبنية الأساسية والمشروعات الكبيرة، صار لدينا الثقة فى أن هذا المنتدى سيكون قصة نجاح، لافتًا إلى أن مديرة المنتدى الحضرى أشارت إلى أن نسبة المشاركة هذا العام بالحدث تعد الأعلى فى تاريخ المنتديات الحضرية العالمية.

ونوه إلى أن هناك تجارب عملية جرى تطبيقها بالقاهرة، منها الإسكان الاجتماعى، وسكن لكل المصريين، والإسكان البديل، مؤكدًا أن مصر لديها أفضل تجربة فى تطوير وتنمية المناطق غير الآمنة على مستوى العالم، مشددًا على إتاحة الفرصة لضيوف المنتدى لزيارة المشروعات في مصر على أرض الواقع، والتي تعد ترجمة لأسس عمليات التنمية الحضرية، مؤكدًا أن القاهرة تزخر بمشروعات التراث العالمي.

وأعرب «مدبولي» عن أمله أن يخرج المنتدى بتوصيات هامة تحدث فارقًا في التنمية الحضرية في ظل وجود التحديات والأزمات العالمية التي يواجهها العالم وكان لها تأثير مباشر على التنمية الحضرية، منوهًا إلى أن مصر لها تجربة رائدة في المشروعات التنموية وهي مبادرة «حياة كريمة» لتنمية المناطق الريفية وتعود بالنفع على نحو 60 مليون مصري.

ما زاد من قيمة المنتدى وأضاف إليه زخما كبيرا كان حضور الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي شهد افتتاح المنتدى الحضري العالمي، في نسخته الثانية عشرة، بمركز المنارة للمؤتمرات الدولية، بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس مجلس القيادة الانتقالي بجمهورية السودان عبدالفتاح البرهان، ورئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد محمد العليمي، ووكيلة الأمين العام للأمم المتحدة المدير التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية آناكلاوديا روسباخ.

في كلمته أمام المنتدى أعلن  الرئيس عن ترحيبه بضيوف المنتدى الحضري العالمي على أرض مصر، وفي عاصمتها القاهرة التي تم تأسيسها منذ أكثر من ألف عام، لتكون واحدة من أهم الحواضر وأعرق عواصم العالم، مما كان دافعًا لاختيارها لاحتضان النسخة الثانية عشرة من المنتدى الحضري العالمي بهدف تبادل الخبرات والتعرف على أفضل الممارسات، حول قضايا التنمية الحضرية بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة، وتطوير أساليب بناء مدن أفضل لتحسين حياة ملايين من البشر، لا سيما في ضوء ما تشهده المدن والتجمعات السكنية من تحديات غير مسبوقة تتعلق بالنمو السكاني السريع، وتغير المناخ، وندرة المياه، والتنمية المستدامة، وفقدان المسكن، وتوفير التمويل اللازم، وهو ما يتطلب تضافر جميع الجهود الدولية لإيجاد حلول مبتكرة وفعالة لمواجهتها. 

وأكد الرئيس أن المنتدى يأتي في وقت حاسم يواجه فيه العالم أزمات دولية متلاحقة وحروبًا لها تداعيات مدمرة على المدن والتجمعات السكانية، وعلى كل مناحي الحياة فيها، وهو ما يستدعي حشد الجهود والإرادة السياسية لإحلال السلام ووقف النزاعات والصراعات، وتركيز الجهود على مجالات التنمية وإعادة الإعمار والبناء، إذ يستحيل البدء في أى خطوات جادة لمواجهة التحديات الحضرية في مجتمعات تعاني من الحروب والاقتتال والنزوح والمجاعة والمرض.

وقال: «لعل ما تشهده منطقة الشرق الأوسط من حروب وصراعات، خاصة الحرب الدائرة في قطاع غزة ولبنان، خير مثال على الخسائر الفادحة التي تتكبدها الدول جراء إعلاء صوت الحرب والصراع على حساب السلام والاستقرار»، مشيرًا إلى أن المعاناة اليومية التي تعيشها شعوب تلك الدول تتطلب استجابة فورية وفعالة لوقف نزيف الدماء والدمار والشروع في البناء والتنمية.

وتحرص مصر دائمًا على تقديم كل سبل الدعم لأشقائها لوقف العنف وتخفيف حدة التداعيات الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية المترتبة عليه.وذكر أنه رغم ما يحيط بنا من أزمات حققت مصر في السنوات الماضية إنجازات كبيرة في مجالات العمران والتنمية الحضرية بما يخدم أهداف الإستراتيجية الوطنية «رؤية مصر 2030»، حيث تم تنفيذ مبادرات ومشروعات ضخمة على رأسها مبادرة «حياة كريمة»، لتطوير الريف المصري والمناطق العشوائية، ومبادرة «تكافل وكرامة» لدعم الأسر الفقيرة والأكثر احتياجًا، ومبادرة «سكن لكل المصريين» التي تعد أكبر مشروع إسكان اجتماعي موجه لمحدودي الدخل في مصر والعالم بأسره.

ولفت إلى أن مصر قامت بإنشاء جيل جديد من المدن يتبنى معايير الاستدامة والذكاء الرقمي، على رأسها العاصمة الإدارية الجديدة ومدينة العلمين الجديدة، ضمن اثنتين وعشرين مدينة أخرى تم بناؤها بشكل متزامن في مختلف محافظات الجمهورية، إلى جانب تدشين مشروعات لتطوير العشوائيات، والمناطق غير المخططة وغير الآمنة، فضلًا عن تحديث وسائل النقل والمواصلات.

وأعلن الرئيس- خلال كلمته- عن إطلاق «الإستراتيجية الوطنية للمدن الذكية» و«الإستراتيجية الوطنية للتحضر الأخضر» الهادفتين إلى  تعزيز الجهود الوطنية القائمة، في  مجالات التحضر استنادًا إلى  المعايير الدولية للاستدامة والشراكة.

وأكد أن المنتدى  الحضري العالمي  منصة مثالية لتدشين حوار مثمر وفعال بين جميع الفاعلين المعنيين، حول كيفية تحسين أوضاع التجمعات البشرية، وتعزيز التنمية الحضرية، ويتطلب هذا الأمر مشاركة فعالة من كل الأطراف المعنية من المجتمعات المحلية، والمنظمات الدولية، والقطاع الخاص، والمجتمع المدني ، والجامعات لعقد شراكات وصياغة سياسات وإستراتيجيات تعكس احتياجات وتطلعات الشعوب في  حياة كريمة ومستقبل أفضل.

وأعرب عن تطلعه إلى  أن يكون المنتدى  خطوة مهمة على طريق تنفيذ «الأجندة الحضرية الجديدة»، وتعزيز الشراكات الدولية، من أجل إيجاد حلول مبتكرة، وتوصيات عملية تسهم في  مواجهة تحديات التنمية الحضرية.. وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

ومن أهم ما تم الإعلان عنه خلال هذا المنتدى  أطلاق مبادرتي  تطوير الإدارة المحلية وأطلس المدن المصرية، فقد أعلنت  الدكتورة منال عوض، وزيرة التنمية المحلية، عن تطلعها لأن يسهم المنتدى  الحضري  العالمي في  الوصول إلى  حلول وسياسات فعالة متوافق عليها لأزمة السكن المستمرة منذ عقود، فضلًا عن التحدى  العاجل لتغير المناخ، وتعزيز الوصول إلى  التمويل، وكذلك الخروج بإستراتيجيات قابلة للتنفيذ لربط الأهداف العالمية بالواقع المحلي ، خاصة في  ظل التوترات الإقليمية.

كانت الوزيرة قد ألقت الكلمة الرئيسية في  الافتتاح المشترك للجمعيات ضمن فعاليات اليوم الأول للمنتدى  الحضري  العالمي ، وقالت  إنه خلال المنتدى  الحضري العالمي  سيتم إطلاق مبادرة تطوير الإدارة المحلية وتطبيق اللامركزية ومبادرة أطلس المدن المصرية؛ ضمن مبادرة المدن المصرية القائمة المستدامة، مشيرة إلى  أن استضافة مدينة القاهرة للمنتدى  الحضري  العالمي ، تحمل مدلولات عدة تعكس أهمية القاهرة، وتعزز من مكانتها كوجهة عالمية للنقاش حول قضايا التنمية الحضرية.

وذكرت أن الحكومة المصرية ترى  أن استضافة المنتدى  في  القاهرة يعد فرصة ذهبية لزيارة الوفود الأجنبية المشاركة في  فعاليات المنتدى  للمناطق السياحية والتراثية من جهة، وكذلك المشروعات التنموية الحضرية العملاقة التي  تم تشييدها قبل سنوات، وبخاصة العاصمة الإدارية الجديدة باعتبارها نموذجًا مهمًا لمدن الجيل الرابع في  مصر.

وأكدت أن الحكومة المصرية سوف تعظم الاستفادة من هذا المنتدى  المهم من خلال إبراز التجربة المصرية الفريدة لتحقيق تنمية مستدامة ومتوازنة وقادرة على  تلبية احتياجات الحاضر والمستقبل، فضلًا عن تعزيز سياسات اللامركزية، وتمكين الإدارات المحلية، لتكون قادرة على  تحقيق أهداف الأجندة الحضرية، وإشراك المجتمع المدني  والقطاع الخاص في  عملية التنمية المستدامة.

وأشارت إلى  أن الحكومة المصرية تؤمن بأهمية تمكين المحليات وإعطائها دورًا أكبر في  قيادة التنمية المستدامة على  المستويين المحلي  والوطني ، مشددة على  أهمية إشراك مختلف الأطراف في  عملية التنمية، مثل المجتمع المدني ، والقطاع الخاص والشباب والمرأة، هو أساس لتحقيق شمولية التنمية وعدالتها.

الصفحة السابعة من العدد رقم 386 الصادر بتاريخ 7 نوفمبر2024
تم نسخ الرابط