الجمعة 22 نوفمبر 2024
الشورى
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى
الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة

مهرجان القاهرة السينمائي الدولى.. مازال يفتقد البريق

الكاتب والإعلامى
الكاتب والإعلامى محمد فودة - صورة أرشيفية

- غموض حول مقاطعة النجوم الشباب فعاليات مهرجان بلدهم السينمائى

- يجب تحديد ضوابط للسير على "السجادة الحمراء" بعد أن أصبحت مستباحة لكل "من هب ودب"

- مطلوب إعادة النظر فى طريقة اختيار المدعوين من الفنانين والنقاد والشخصيات العامة

- أنصاف الموهوبين يحرصون على الوجود على "الريد كاربت" من أجل الأضواء

- حسين فهمى حاول تفادى الأخطاء وإقامة دورة تليق بمكانة المهرجان فى المنطقة

جاء مهرجان القاهرة السينمائى هذا العام، مليئاً بالتظاهرات الفنية ما بين الإيجابيات المثيرة للجدل والسلبيات التى تصل إلى مرحلة اللغز، ولعل على رأسها غياب النجوم الشباب عن الحضور الذين اعتادوا أن يحضروا المحافل العربية ويتغيبوا عن مهرجان بلدهم، على الرغم من أن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يعد أحد أهم المعالم الثقافية في المنطقة، حيث يساهم في دعم صناعة السينما العربية وتعزيز الحوار الثقافي، وعلى الرغم من التحديات التي يواجهها، فإن المهرجان يستمر في تقديم إسهامات قيمة في عالم السينما، فمهرجان القاهرة السينمائي الدولي أحد أبرز الأحداث الثقافية في المنطقة العربية والعالم، ويجمع صناع السينما والفنانين والنقاد من مختلف أنحاء العالم للاحتفاء بالسينما وتبادل الخبرات.

وفي دورته الـ 45، ظهرت بعض السلبيات بجانب إيجابيات أخرى ولعل أبرز السلبيات عدم تحديد ضوابط للسير على "السجادة الحمراء" بعد أن أصبحت مستباحة لكل "من هب ودب" بسبب فوضى دعوات حضور المهرجان التى يتم توجيهها لشخصيات وهمية لا علاقة لها من قريب أو بعيد، فنفاجأ بوجود أشخاص لا أحد يعرفهم بينما يغيب عن حضور حفلى الافتتاح والختام النجوم الكبار الذين يتم تجاهلهم عن عمد خاصة أنه وللأسف الشديد الذين يتولون مهمة اختيار المدعوين، وإرسال الدعوات ربما لا يعرفون أصلاً قيمة هؤلاء الكبار من الفنانات والفنانين الذين قدموا ومازالوا يقدمون للفن الكثير والكثير وبالتالى فإن ذلك ينعكس بشكل لافت للنظر على تلك الحالة من الفوضى العارمة التى تتسم بها حفلات افتتاح المهرجان، أيضا مطلوب إعادة النظر فى طريقة اختيار المدعوين من الفنانين والنقاد والشخصيات العامة، وعلى الرغم من ذلك فإننا ننظر إلى الإيجابيات، فقدم المهرجان افتتاحًا لائقًا ، مما يؤكد مكانته الرائدة في عالم السينما، وبدأ حفل الافتتاح بعرض فلسطيني تضامنًا مع القضية الفلسطينية، فيما اكتسى مسرح الحفل بالشال الفلسطيني، وبعدها اشتعلت الأجواء بعرض أغنية "فلسطيني"، ليؤكد المهرجان دعمه فلسطين ولبنان، فالمهرجان معروف أنه أقدم مهرجان بالمنطقة، حيث تأسس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في عام 1976، ليصبح أقدم وأعرق مهرجانات السينما على مدار تاريخه الطويل، استطاع المهرجان أن يحقق العديد من الإنجازات، منها منصة لعرض الأفلام العربية والعالمية، إذ قدم المهرجان على مر السنين منصة مهمة لعرض الأفلام العربية والعالمية، مما ساهم في التعريف بالسينما العربية وتشجيع صناعتها، كما كرم المهرجان العديد من رموز السينما العربية والعالمية، مما ساهم في تكريم مسيرتهم الفنية والإضاءة على إنجازاتهم، واستطاع المهرجان أن يجذب اهتمام وسائل الإعلام العالمية والإقليمية، مما ساهم في زيادة شهرته وتأثيره، كما ساهم المهرجان في تطوير صناعة السينما في مصر من خلال تنظيم ورش عمل وندوات تدريبية لصناع السينما الشباب، وحيا مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بدورته الـ 45 ذكرى الفنانين وصناع السينما المصريين الراحلين: أشرف عبد الغفور، ناهد فريد شوقي، صلاح السعدني، عصام الشماع، عاطف بشاي، حسن يوسف، ومصطفى فهمي.

والحق يقال إن الفنان حسين فهمي، رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، حاول بكل قودة تفادى أخطاء الماضى وحرص على أن يقود الدورة الخامسة والأربعين إلى نجاح لافت، حيث تميزت الدورة بتنوع الأفلام المشاركة وتنظيم فعاليات على أعلى مستوى، مما لاقى استحسان النقاد والجمهور على حد سواء، وحقق الفنان حسين فهمي نجاحًا باهرًا في قيادته دورة المهرجان الخامسة والأربعين، حيث استطاع أن يقدم دورة سينمائية متميزة، شهدت مشاركة واسعة من صناع السينما من مختلف أنحاء العالم، وتميزت الدورة بتنوع الأفلام المعروضة، والتي تناولت قضايا شائقة ومتنوعة، مما أثرى الحراك السينمائي في المنطقة.

كما تم تنظيم العديد من الورش والندوات التي استضافت نخبة من صناع السينما، مما ساهم في تبادل الخبرات والمعرفة بين المشاركين، وعلى هامش المهرجان قال حسين فهمى كلمة جاء فيها: "نحتفل خلال هذه الدورة الذي أتشرف برئاستها، وهي دورة مؤجلة من العام الماضي، تضامنًا مع غزة، وعلى مدار سنين كانت ولازالت القضية الفلسطينية هي قضية مصر، لأنها تمثل العدل والكرامة، ومن مكاني هنا أعرب عن تضامني مع أشقائنا في فلسطين وغزة، ولن ننسى إخوتنا في لبنان، البلد الذي يعاني منذ سنوات،وهو في اختبار صعب، نتضامن مع شعبه".

وعلى الرغم من الإنجازات التي حققها مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، فإنه يواجه بعض التحديات، منها المنافسة من مهرجانات أخرى، حيث يواجه المهرجان منافسة شديدة من مهرجانات سينمائية أخرى في المنطقة والعالم، وتغير أذواق الجمهور يتطلب من المهرجان مواكبة  هذه التغيرات  وتقديم أفلام تجذب شريحة أوسع من الجمهور، وتشهد الدورة الخامسة والأربعين من مهرجان القاهرة السينمائي، مشاركة 190 فيلمًا من 72 دولة، بالإضافة لحلقتين تليفزيونيتين، بينما تشمل الفعاليات 16 عرضًا للسجادة الحمراء، و37 عرضًا عالميًا أول، و8 عروض دولية أولى، و119 عرضًا لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا.

ويظل مهرجان القاهرة السينمائى الدولى كبيرا ويحمل اسم عاصمة أكبر دولة عربية، وأحد أعرق المهرجانات في العالم العربي وإفريقيا وينفرد بكونه المهرجان الوحيد في المنطقة العربية والإفريقية المسجل ضمن الفئة A في الاتحاد الدولي للمنتجين بباريس "FIAPF"هذا المهرجان  لم يحقق شهرته الدولية من فراغ أو أن عراقته لم تكن من قبيل الصدفة بل إن هذا الكيان الكبير هو نتاج مجهودات كبيرة وفكر سابق لعصره وتحركات غير مسبوقة قام بها عدة شخصيات تمتلك رؤى وأفكارا سينمائية تمكنت من أن تجعل هذا المهرجان واحدا من أهم وأعرق المهرجانات السينمائية على مستوى العالم، فقد ترأسه الأديب والكاتب الصحفى  كمال الملاخ وتولى رئاسة أول دورة لمهرجان القاهرة السينمائي، وصاحب فكرة تأسيسه عام 1976، وذلك خلال فترة توليه رئاسة الجمعية المصرية للكتاب والنقاد السينمائيين، واستمر تولي الملاخ  رئاسة المهرجان  لمدة سبع سنوات من أولى دوراته حتى عام 1983، وتولى المخرج السينمائي كمال الشيخ رئاسة مهرجان القاهرة السينمائي لدورة واحدة فقط عام 1984، وهو أول من تولى رئاسة المهرجان من الوسط السينمائى وقدم كمال الشيخ، 40 فيلما سينمائيا، دخلت 8 منها، قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، ومنها "الرجل الذي فقد ظله"، "الصعود إلى الهاوية"، "ميرامار"، "اللص والكلاب" "حياة أو موت" و"غروب وشروق"، "سيدة القصر"،"على من نطلق الرصاص"، وكان أول فيلم من إنتاجه، وتولى الكاتب سعد الدين وهبة  رئاسة مهرجان القاهرة السينمائي لمدة 12 عاما من 1985 حتى وفاته عام 1997، عن عمر ناهز 72 عاما، ولد وهبة عام 1925 في الدقهلية، وشغل عدة مناصب منها رئيس الشركة العامة للإنتاج السينمائي، ووكيل وزارة الثقافة، ونقيب السينمائيين، وتولى رئاسة اتحاد النقابات الفنية، واتحاد كتاب مصر، والاتحاد العام للفنانين العرب، وشارك سعد الدين وهبة، في كتابة العديد من الأفلام السينمائية منها "الزوجة رقم 13"، "أرض النفاق"، "مراتي مدير عام"، "أبي فوق الشجرة"، و"الحرام"، وحسين فهمى أول ممثل يرأس مهرجان القاهرة السينمائي، وتولى المنصب، في أول مرة لمدة أربع سنوات من عام 1998 وحتى عام 2001.

في نوفمبر 2022، عاد الفنان حسين فهمي، إلى رئاسة المهرجان، مرة ثانية في دورته الـ44، والدورة 45 التي تم افتتاحها الأربعاء 13 نوفمبر 2024، والفنان حسين فهمي، تخرج في المعهد العالي للسينما عام 1963، ودرس الإخراج في الولايات المتحدة، وشارك في بطولة مجموعة من أهم الأفلام، منها "خلي بالك من زوزو"، "أميرة حبي أنا"، "الرصاصة لا تزال في جيبي"، "العار" و"جري الوحوش"، " الملاك البرىء"، "اللعب مع الكبار"، و حصل على عدة جوائز كأحسن ممثل، وتولى الفنان الراحل عزت أبو عوف رئاسة 6 دورات ، في مهرجان القاهرة السينمائي من عام 2006 وحتى 2012، إذ تم تأجيل الدورة الـ35 بسبب أحداث ثورة يناير عام 2011.

الصفحة السابعة من العدد رقم 388 الصادر بتاريخ 21 نوفمبر2024
تم نسخ الرابط